الأربعاء 01/مارس/2023 - 10:41 م 3/1/2023 10:41:10 PM

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القديسة البارّة في الشهيدات إفذوكيا، وأصلها من مدينة الشمس أي بعلبك في فينيقية اللبنانية. بعد حياة خليعة، رجعت إلى الله ووزعت غناها على المساكين ونالت العماد المقدس، ثم انقطعت إلى الله عائشةً في الصلاة وإماتة الجسد. استشهدت في عهد الإمبراطور ادريانوس (117-138).
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن الرّب يسوع المسيح هو نفسه الأوحد والحاضر في الخبز الإفخارستي في كلِّ مكان من الأرض. هذا يعني أننا لا نستطيع لقائه إلاّ مع الآخرين جميعهم. ولا نستطيع استقباله إلاّ في الاتّحاد. أليس هذا ما يقوله لنا القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس: "فلمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبْزِ الواحِد" والنتيجة واضحة: لا يمكننا الاتحاد بالرّب إن لم نتحد فيما بيننا. إن كنّا نريد أن نقدم أنفسنا له، يجب علينا أيضًا أن نتحرك ونذهب للقاء بعضنا البعض. ولذلك أيضًا علينا أن نتعلم الدرس العظيم للمغفرة: أي ألاّ ندع نفوسنا تتآكل بسبب الضغينة، ولكن لنفتح قلوبنا بشهامة للاستماع إلى الآخر ولِفَهم الآخر.
إن الإفخارستيا هي سرُّ الوحدة. ولكنَّ المسيحيين وللأسف، منقسمون بالتّحديد حول سرِّ الوحدة هذا. يجب علينا أن نشعر بالتوّق والاندفاع إلى الوحدة الكاملة التي تمنَّاها الرّب يسوع في العشاء الأخير متّكلين على عضد القربان المقدس لنا.
أجدِّدَ رغبتي في الالتزام بكلِّ قوَّتي من أجل إعادة بناء الوحدة الكاملة والمنظورة لجميع تلاميذ الرّب يسوع المسيح. وأنا أُدرك أن التعبير عن المشاعر الطيّبة لا تكفي لهذا الغرض، فنحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة تدخل في النفوس والضمائر وتهزها. وأنا أناشد كل شخص أن يقوم بهذه التوبة الداخليّة التي هي شرط أساسي لإحراز أي تقدم على مسار الحركة المسكونية.
في نهاية من هي إفذوكيا التي يحتفل بها البيزنطيون في مصر؟ نتمني لك عزيزي الزائر أن تكون قد استمتعت بهذا الجزء من الرواية الشيقة ونتمني أن تزورنا مرة أخري نحبك ❤️
0 تعليق